描述
“مَنْ أَنْتُمْ؟ وَمَنْ نَحْنُ؟ أَلَيْسَ هَذَا الكَلَامُ لِلنَّاسِ كَافَّةً، وَلِلرَّعِيَّةِ جَمِيعًا فِي الأَرْضِ السَّاجِعَةِ؟ أَفَلَا يَقُولُ: ‘وَأَنَا أُحِبُّكُمْ جَمِيعًا بِلَا تَمْيِيزٍ أَوْ انْفِصَامٍ؟’ وَلَكِنْ، عَجَبًا! هَا هُوَ الرَّئِيسُ الَّذِي يَقُولُ: ‘لَا فَرْقَ بَيْنَ مُسْلِمٍ وَمَسِيحِيٍّ،’ يُخَاطِبُ القَوْمَ وَكَأَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خَنْدَقًا يَمْلَؤُهُ المَاءُ!” وَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا يَقُولُ، فَلِمَ إِذَنْ تُرْسِلُ الدَّوْلَةُ مَنْدُوبًا مِنَ الأَزْهَرِ لِيَكُونَ فِي قُدَّاسِ عِيدِ المِيلَادِ أَوَّلَ الحَاضِرِينَ؟ أَيَكُونُ ذَلِكَ تَحْقِيقًا لِلوَحْدَةِ الَّتِي يَتَحَدَّثُ عَنْهَا، أَمْ أَنَّهَا خُطُوَاتٌ تُؤَدَّى بِلا مَعْنًى لِلتَّزْيِينِ؟! أَمْ هَلْ تُرْسِلُهُ الدَّوْلَةُ كَمَنْ يُؤَدِّي الدَّوْرَ فِي مَسْرَحٍ لَا تَحْمِلُ كَلِمَاتُهُ صِدْقًا وَلَا بُنْيَانًا مَتِين؟! “ألا يا أيها الرجل المتعاص.. ، أَهَذِهِ أَعْمَالُكَ عَنِ الوَحْدَةِ، أَمْ أَنَّهَا أَحَاجِي تُرْهِقُ العُقُولَ، وَتُفَرِّقُ الحُقُوقَ؟!”